فصل: (سورة آل عمران: آية 163)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا} (167) أي لو نعرف قتالا.
{فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ} (168) أي ادفعوا عن أنفسكم.
{أَمْواتًا بَلْ أَحْياءٌ} (169) أي بل هم أحياء.
{الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} (173): وقع المعنى على رجل واحد، والعرب تفعل ذلك، فيقول الرجل: فعلنا كذا وفعلنا، وإنما يعنى نفسه، وفى القرآن: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ} (54/ 49) والله هو الخالق.
{يُرِيدُ الله أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا} (176) أي نصيبا.
{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ} (178):
ألف أن مفتوحة، لأن {يحسبن} قد عملت فيها، وما: في هذا الموضع بمعنى الذي فهو اسم، والمعنى من الإملاء ومن الإطالة، ومنها قوله: {وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} (19/ 44): أي دهرا وتمليت حبيبك.
والملوان: النهار والليل كما ترى، قال ابن مقبل:
ألا يا ديار الحىّ بالسّبعان ** أملّ عليها بالبلى الملوان

يعنى الليل والنهار، وأمّل عليها بالبلى: أي رجع عليها حتى أبلاها، أي طال عليها، ثم استأنفت الكلام فقلت: {إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْمًا} (178) فكسرت ألف {إنما} للابتداء فإنما أبقيناهم إلى وقت آجالهم ليزدادوا إثما وقد قيل في الحديث: الموت خير للمؤمن للنّجاة من الفتنة، والموت خير للكافر لئلا يزداد إثما.
{عَذابٌ مُهِينٌ} (178): فذلك من الهوان.
{يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ} (179): يختار.
{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ} (180): انتصب، ولم تعمل {هو} فيه، وكذلك كل ما وقفت فيه فلم يتمّ إلّا بخبر نحو: ما ظننت زيدا هو خيرا منك، وإنما نصبت {خيرا}، لأنك لا تقول: ما ظننت زيدا، ثم تسكت وتقول: رأيت زيدا فيتم الكلام، فلذلك قلت: هو خير منك فرفعت وقد يجوز في هذا النصب.
{سَيُطَوَّقُونَ} (180): يلزمون، كقولك طوّقته الطوق.
{عَذابَ الْحَرِيقِ} (181): النار اسم جامع تكون نارا وهى حريق وغير حريق، فإذا التهبت فهى حريق.
{سيكتب ما قالوا} (182): سيحفظ.
{إِنَّ الله عَهِدَ إِلَيْنا} (183): أمرنا، {أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ} (183): أن لا ندين له فنقرّ به.
{كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ} (185): أي ميّتة، قال:
الموت كأس والمرء ذائقها

فى هذا الموضع شاربها.
{فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ} (187) أي لم يلتفتوا إليه يقال: نبذت حاجتى خلف ظهرك، إذا لم يلتفت إليها، قال أبو الأسود الدّؤلى:
نظرت إلى عنوانه فنبذته ** كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا

{بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ} (188): أي تزحزح زحزح بعيد.
{وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا} (191): العرب تختصر الكلام ليخففوه لعلم المستمع بتمامه فكأنه في تمام القول: ويقولون: ربنا ما خلقت هذا باطلا.
{يُنادِي لِلْإِيمانِ} (193) أي ينادى إلى الإيمان، ويجوز: إننا سمعنا مناديا للإيمان ينادى.
{فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ} (195): فتحت ألف أن لانك أعملت فاستجاب لهم ربهم بذلك، ولو كان مختصرا على قولك. وقال إني لا أضيع أجر العاملين فكسرت الألف.
{لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ} (195) أي لأذهبنّها عنهم أي لأمحونّها عنهم {فَاسْتَجابَ لَهُمْ} أي أجابهم، وتقول العرب: استجبتك، في معنى استجبت لك، قال الغنوىّ:
وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى ** فلم يستجبه عند ذاك مجيب

{نُزُلًا مِنْ عِنْدِ الله} (198) أي ثوابا، ويجوز منزلا من عند الله من قولك: أنزلته منزلا.
{وَرابِطُوا} (200) أي اثبتوا ودوموا، قال الأخطل:
ما زال فينا رباط الخيل معلمة ** وفى كليب رباط اللّوم والعار

.قال الشريف الرضي:

ومن السورة التي يذكر فيها آل عمران:

.[سورة آل عمران: آية 7]

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ الله وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الألباب (7)}.
قوله تعالى: {مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ} [7]. وهذه استعارة.
والمراد بها أن هذه الآيات جماع الكتاب وأصله. فهى بمنزلة الأم، وكان سائر الكتاب يتبعها ويتعلق بها، كما يتبع الولد آثار أمه، ويفزع إليها في مهمّه.
وقوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [7]. وهذه استعارة.
والمراد بها المتمكنون في العلم، تشبيها برسوخ الشيء الثقيل في الأرض الخوّانة. وهو أبلغ من قوله: والثابتون في العلم.

.[سورة آل عمران: آية 12]

{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ (12)}.
وقوله تعالى: {وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ} [12] وهذه استعارة.
والمعنى: بئس ما يمتهد ويفرش. ونظيره قوله وَساءَتْ مُرْتَفَقًا، وقوله سبحانه: {وَبِئْسَ الْقَرارُ}.

.[سورة آل عمران: آية 22]

{أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (22)}.
وقوله تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ} [22] وهذه استعارة، والمراد فسدت أعمالهم فبطلت. وذلك مأخوذ من الحبط، وهو داء ترم له أجواف الإبل، فيكون سبب هلاكها، وانقطاع آكالها.

.[سورة آل عمران: آية 27]

{تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (27)}.
وقوله تعالى: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ} [27] وهذه استعارة، وهى عبارة عجيبة عن إدخال هذا على هذا، وهذا على هذا. والمعنى أن ما ينقصه من النهار يزيده في الليل، وما ينقصه من الليل يزيده في النهار. ولفظ الإيلاج هاهنا أبلغ، لأنه يفيد إدخال كلّ واحد منهما في الآخر، بلطيف الممازجة، وشديد الملابسة.

.[سورة آل عمران: آية 39]

{فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ الله يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ الله وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)}.
وقوله تعالى: {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ الله} [39] وهذه استعارة. لأن المراد بهذا القول عيسى عليه السلام. والعلماء مختلفون في هذه اللفظة، وقد استقصينا الكلام على ذلك في كتاب حقائق التأويل. فمن بعض ما قيل في ذلك أن بشارة الله تعالى سبقت بالمسيح عليه السلام في الكتب المتقدمة، والنذرات السالفة، فأجرى تعالى اسم الكلمة عليه لتقدّم البشارة به. والبشارة إنما تكون بالكلام.

.[سورة آل عمران: آية 154]

{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاسًا يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِالله غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الأمر مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأمر كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الأمر شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ الله ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَالله عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (154)}.
وقوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ الله وَالله خَيْرُ الْماكِرِينَ} [54]. وهذه استعارة. لأن حقيقة المكر لا تجوز عليه تعالى. والمراد بذلك إنزال العقوبة بهم جزاء على مكرهم. وإنما سمّى الجزاء على المكر مكرا للمقابلة بين الألفاظ على عادة العرب في ذلك.
قد استعارها لسانهم، واستعادها بيانهم.

.[سورة آل عمران: الآيات 72- 73]

{وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى الله أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَالله واسِعٌ عَلِيمٌ (73)}.
وقوله تعالى: {آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ} [72] وهذه استعارة. والمراد أول النهار. ولم يقل رأس النهار. لأن الوجه والرأس وإن اشتركا في كونهما أول الشيء، فإن في الوجه زيادة فائدة، وهى أنّ به تصح المواجهة.
ومنه تعرف حقيقة الجملة.
وقوله سبحانه: {وَالله واسِعٌ عَلِيمٌ} [73] وهذه استعارة. والمراد بها إما سعة عطائه، وعظيم إحسانه، أو اتساع طرق علمه، وانفساح أقطار سلطانه وعزه.
وقوله سبحانه: {وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ} الآية [77] وهذه استعارة.
وحقيقتها: ولا يرحمهم الله يوم القيامة. كما يقول القائل لغيره إذا استرحمه: انظر إلىّ نظرة.
لأن حقيقة النظر تقليب العين الصحيحة في جهة المرئي التماسا لرؤيته. وهذا لا يصح إلا على الأجسام، ومن يدرك بالحواس، ويوصف بالحدود والأقطار. وقد تعالى الله سبحانه عن ذلك علوا كبيرا.

.[سورة آل عمران: آية 103]

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوانًا وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)}.
وقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا} [103] وهذه استعارة. ومعناها:
تمسكوا بأمر الله لكم، وعهده إليكم. والحبال: العهود، في كلام العرب. وإنما سميت بذلك لأن المتعلق بها ينجو مما يخافه، كالمتشبث بالحبل إذا وقع في غمرة، أو ارتكس في هوة. فالعهود يستأمن بها من المخاوف، والحبال يستنقذ بها من المتالف. فلذلك وقع التشابه بينهما.
وقوله تعالى: {وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها} [103]. وهذه استعارة. لأنه تعالى شبّه المشفى- بسوء عمله- على دخول النار، بالمشفي- لزلة قدمه- على الوقوع في النار.

.[سورة آل عمران: آية 109]

{وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِلَى الله تُرْجَعُ الْأُمُورُ (109)}.
وقوله سبحانه: {وَإِلَى الله تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [109] على قراءة من قرأ بفتح التاء وكسر الجيم. وهذه استعارة. والمراد بها أن الأشياء كلها تنتهى إلى أن تزول عنها أيدى المالكين والمدبّرين، ويخلص ملكها وتدبيرها لرب العالمين.

.[سورة آل عمران: آية 112]

{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ الله وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ الله وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بأنهمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ الله وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (112)}.
وقوله تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ الله وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ الله وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} [112] وقد مضى الكلام على مثل ذلك في البقرة فلا معنى لإعادته.

.[سورة آل عمران: آية 127]

{لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ (127)}.
وقوله تعالى: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [127] أي ينقص عددا من أعدادهم، فيوهن عضدا من أعضادهم. وهذا من محض الاستعارة.

.[سورة آل عمران: الآيات 143- 144]

{وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (143) وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ الله شَيْئًا وَسَيَجْزِي الله الشَّاكِرِينَ (144)}.
وقوله تعالى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [143] وهذه استعارة، لأن الموت لا يلقى ولا يرى. وإنما أراد سبحانه رؤية أسبابه، من صدق مصاع، وتتابع قراع. أو رؤية آلاته، كالرماح المشرعة والسيوف المخترطة.
وقوله سبحانه: {أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ} [144] وهذه استعارة. والمراد بها الرجوع عن دينه، والتقاعس عن اتّباع طريقه. فشبّه سبحانه الرجوع في الارتياب، بالرجوع على الأعقاب.

.[سورة آل عمران: آية 156]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ الله ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَالله يُحْيِي وَيُمِيتُ وَالله بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156)}.
وقوله سبحانه: {وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى} [156] وهذه استعارة. لأن الضرب هاهنا عبارة عن الإنجاد في السير، والإيغال في الأرض، تشبيها للخابط في البر بالسابح في البحر، لأنه يضرب بأطرافه في غمرة الماء شقّا لها، واستعانة على قطعها.

.[سورة آل عمران: آية 163]

{هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ الله وَالله بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (163)}.
وقوله سبحانه: {هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ الله وَالله بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ} [163].
وهذه استعارة. لأن الإنسان غير الدرجة. وإنما المراد بذلك: هم ذوو درجات متفاوتة عند الله، فالمؤمن درجته مرتفعة، والكافر درجته متّضعة.